عليك بتقوى الله انت كنت غافلا يأ تيك بلأرزاق من حيث لا تدري فكيف تخاف الفقر والله رازقا فقد رزق الطير والحوت فلبحري ومن ظن انة الرزق يأتي بلقوة ما اكل العصفور شيئا مع النسر تزول عن الدنيا وانك لا تدري ان جنة عليك اليل هل تعيش في الفجر فكم من صحيح مات من غير علة وكل من عليل عاش حينا من الدهر وكم من فتى امسى واصبح ضاحكا وفي الغيب اكفانه تنسج وهو لا يدري فمن عاش الفا والفين فلا بد في يوم يسير الى القبر

السبت، 10 أكتوبر 2009

السيده عائشه رضى الله عنها


السيدة عائشة بنت الامام جعفر الصادق الذي كان جده لأمه ابا بكر الصديق كما كان جده لأبيه هو الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنهم جميعا.ولدت السيدة عائشة في هذا البيت النقي الطاهر الذي يستمد نقاءه وطهارته من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وكان الامام جعفر الصادق عميدا لآل البيت بعد استشهاد الامام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين وكان الامام جعفر يحذر عمه زين العابدين من نفاق وكذب من طلبوا مبايعته بالكوفة ويذكره دائما بما حدث لجدهما الحسين رضي الله عنهما فكان العم يقتنع ولكنه في الوقت نفسه لم يستطع السكوت طويلا على استبداد وطغيان بني أمية الى درجة ان ابن الشقيق (الامام جعفر) بدأ هو الآخر يدعو الناس الى ضرورة اتباع العم خصوصا لأنه يطالب بمبادئ جدهما الحسين، وكان اسلوبه احياء السنن ورفض البدع ولذلك لم يجمع الناس على حب احد كما اجمعوا على حب الامام جعفر الصادق.استبشار لم يكتملوسط هذا الجو وهذه البيئة شبت وترعرعت السيدة عائشة التي عاشت الاحداث ورأت والدها وهو يرفض الخلافة بعد سقوط دولة بني أمية ومطالبة الثوار له بقبول البيعة ليصبح أميراً للمؤمنين.. حتى اذا بايعوا أبا العباس حفيد الصحابي الجليل عبدالله بن عباس وهم بنو عمومة العلويين اطمأنت واستبشرت خيرا بعصر جديد يتطلع فيه الناس الى الحرية والطهارة والعدل وهذا ما كان الناس يتطلعون اليه.لكن استبشارها لم يكتمل فقد رأت المنافقين والانتهازيين الذين زينوا الظلم والاستبداد للأمويين من قبل وشرعوا وقننوا لهم العدوان والطغيان، يحتفون من جديد بالخليفة ابي العباس ويزينون له ما كانوا يزينون لغيره من الأمويين.وكانت تسمع وترى وتشارك في الرأي وتناقش الذين يحضرون الى بيت ابيها الامام جعفر الصادق يشكون له ما آلت اليه أمور الدولة بفعل هذه الفئة الفاسدة التي تحيط بالخليفة، حتى لقد جعلوا المنصور يوما يحمل الناس على تقبيل الارض بين يديه!! وهكذا كان كل نشاطهم العقلي للنفاق والتملق والاستغلال.. وكانت السيدة عائشة تسأل أباها: أي أمل للناس في الخليفة وقد اصبحت الشورى لذوي الضمائر الخربة والألسنة المستهلكة؟!وأي سوء بعد ان مضى المحطيون بالخليفة المنصور يدعون الى التقشف باسم الاسلام ويحببون الفقر الى الناس باسم الدين لينصرفوا هم الى جمع المال ويعيشوا في حياة الترف والبذخ؟! لقد رأت كيف استطاع هؤلاء المنافقون ان يواجهوا اسراف وبذخ الطبقة الحاكمة بالزهد في كل شيء والانصراف عن كل حق وليس باستخلاص الحق المعلوم الذي شرعه الله وأقره نبيه وكثيرا ما كانت تطلب تفسيرا لذلك من أبيها وامامها فكان ينصحها بالتقية قائلا: “التقية ديني ودين آبائي” وهي الا يجهر المرء بما ينتقد اتقاء للاذى حتى تتحسن الاحوال، وكان ينصحها بأن تنصرف الى العبادة حتى اصبحت من العابدات القانتات المجاهدات حتى يؤثر عنها انها كانت تقول مخاطبة الله عز وجل: وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذن من توحيدي بيدي فأطوف به على أهل النار وأقول وحدته فعذبني!!الطريق الصحيحوظلت على هذا الحال بجوار والدها الذي كان يؤدي دوره في تنوير العقل الى ان جاءت الى مصر في عام 145 هجرية لتعيش آمنة مطمئنة، بعد ان تعلمت من والدها وامامها ذلك التسامح الذي يرفض الخصومة في الدين والتعصب المكروه بكل صوره والاعتماد على الأدلة العلمية في الحكم والاستقراء والاستنباط وليس على المسلمات او السماعيات كذلك كانت تستمع اليه حيث يعلي من شأن حكم العقل في القضايا التي لا يوجد لها حكم في الكتاب او السنة حيث كان يقرر في هذا الصدد انه اذا كان هدف الشريعة تحقيق المصلحة للبشر وان العقل قادر على التمييز بين الخير والشر، بين المصلحة العامة او ما يقابلها فإن العقل يهدي الى ما فيه خير البشر فيأخذونه او عما فيه ضررهم فيتركونه.وسمعت منه ايضا ان الاعتماد على العقل واحكامه هو الطريق الصحيح الى الله عز وجل.. لقد أمر الله بالعدل والاحسان ونهى عن المنكر والفحشاء والعقل وحده هو الذي يحدد للانسان كيف يتبع العدل والاحسان، وكيف يقاوم المنكر والفحشاء، وكيف ينفذ ما أمرنا الله تعالى به من التكاليف الشرعية.بل كان رضي الله عنه يتجاوز ذلك في احاديثه الى القول بحرية الارادة الانسانية والى الدفاع عن حرية الرأي والاعتقاد التي هي اساس قدرة الانسان على تنفيذ أمر الله بالمعروف ونهيه عن المنكر، وان حرية الانسان هي اساس مسؤوليته امام الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل يحاسب المرء على ما يفعله لا على ما قضى وقدر فيحاسبه عن ذنبه ولكن لا يحاسبه عن مرضه فالمرض هو وحده الذي يقدره للانسان.هذه القيم والمبادئ كانت تسمعها السيدة عائشة من والدها سواء كان ذلك مباشرة منه او حين يتحدث بها في مجالسه.. ولم يكن عجيبا بعد ذلك ان تتسلح بها حتى اصبحت جزءاً منها وكثيرا ما كانت احاديثها في مجالسها بعد ان وفدت الى مصر تتضمن ذلك حتى اصبحت ملتقى الذين يريدون ان ينهلوا من تعاليم الاسلام في صورته النقية الخالية من كل الشوائب.ولكن القدر لم يمهلها طويلا فقد توفيت في العام نفسه الذي حضرت فيه الى مصر عام 145 للهجرة ودفنت في ضريحها الموجود في مسجدها الكائن في أول الطريق الى المقطم بجوار القلعة بالقاهرة.. فرضي الله عنها وأرضاها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق